قصور تعليمنا العربي
ولا يمكن لنا التحدث الآن عن مجتمع علمي عربي، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبحث العلمي، وله خصوصيته وتمايزه. هذا ليس موجودًا. ولكن لن يمكن لنا الحديث عن مجتمع علمي إذا لم تدخل العلوم – وتحديدًا الأبحاث العلمية – في الثقافة المجتمعية. فالعلم، حتى يومنا هذا، ليس جزءًا من ثقافة المجتمع في العالم العربي.
ولكن حتى يكون هذا العلم جزءًا من الثقافة يجب تعليم العلوم على المستويات كافة، وفي صورة دقيقة؛ ويجب أيضًا الإلمام بتاريخ العلوم وبفلسفة العلوم وفكرها. ولإدخال القيم العقلية في المجتمع العربي، هذه هي إحدى الوسائل، بل إحدى الوسائل الأساسية.
ولو عرف الدارس العربي والباحث العربي البُعد العلمي في المدينة العربية وفي المدينة الإسلامية سابقًا، لأدرك حتمًا أن هذه الحضارة لم تكن دينية أو لغوية أو أدبية، بل علمية. وهذا سيسهِّل على الباحث تصور ذاته على الأقل: فهو ليس مبتورًا، وليس مكوَّنًا فقط من الأجزاء الدينية والأدبية. وتاريخ العلم هو أيضًا معرفة، ومادة في حدِّ ذاتها تُدرَّس في الجامعات؛ لكنها لا تُدرَّس بالشكل الدقيق في الجامعات العربية.
ولو عرف الدارس العربي والباحث العربي البُعد العلمي في المدينة العربية وفي المدينة الإسلامية سابقًا، لأدرك حتمًا أن هذه الحضارة لم تكن دينية أو لغوية أو أدبية، بل علمية. وهذا سيسهِّل على الباحث تصور ذاته على الأقل: فهو ليس مبتورًا، وليس مكوَّنًا فقط من الأجزاء الدينية والأدبية. وتاريخ العلم هو أيضًا معرفة، ومادة في حدِّ ذاتها تُدرَّس في الجامعات؛ لكنها لا تُدرَّس بالشكل الدقيق في الجامعات العربية.